الجمعة، 20 مايو 2011

الخامسه والخمس وخمسون صباحاً . . ومرت سسنه !



حاولتُ أن أكون كمآ أنا هذا الصبآح ,
حآولت أن أستجمع قوآي بالكآمل في هذا اليوم بَ التحديد !
إلهي جنبني الحنينَ إليه , وَ جنبني الشوق له !
إلهي ألحقني به عاجلاً إن كآن خيراً لي , فقد ذبلتُ بعده !


أبيّ : لقد ضمأت لرؤيتك , فأنا بإمس الحاجه إليك ,
فلقد عودتني منذُ الصرخه الأولى لي في هذه الدنُيا إن أراك حولي دائماً ممسكاً بيدي وسنداً لـ ظهري !

كنتُ كمن فقد له شيء في جسده ونزُع منه أشد أنتزآع ,
قلبي لمَ يعُد قلبي !
وأنا لم أعُد أنا , الكل هنا قد تغير بغيآبك !
فغيآبك يَ أبي أحدث ضجه كبيره لآ تسعها حروفي لـ تكتبها أو أحاسيسي لـ ترجمتها ,
غيآبك أقوى من كل حرف سطرته بكلمات وجمل وحروف , وأقوى من كل إحساس تترجمها مشاعري !
وأقوى من كل دمعه سقطت منذ اليوم الأول لـ تعبك !



أتعلم : أنه عندما أفرح أشعر بغصه مؤلمه !
لآن فرحتي لم تعُد تكتمل إلا بوجودك !
وَ وجودك الأن أصبج محُال !
وإكتمال فرحتي سيصبح محُال ’


حقاً بدأت أشعر بشعور غريب ولكن ب التأكيد ليس بالجديد !
فقد أحسسُت به كثيراً في الأيام الماضيه !
في الايام التي عشتها وعايشتها من دونك !
في الايام التي بكيت كثيراً بسبب فقدك !
في الايام التي جعلتني أحدُث نفسي كثيراً , أصرخ كثيراً , وأشهق كثيراً ,
جعلت صوتي يعلو بإسمك !
جعلت من حولي يتهامسون عني وماذا حل بي ؟
جعلت أمي تبكي عليك وعلي وعلى حالها !
جعلتني حقاً أشعر بمرارة فقدك !
وها أنا أتذوقها حقاً فهي مرة جججججداً !
مادعاهم يحاولون أسكاتي كي لآ أقع في مكروه النحيب والبكاؤ بصوت مرتفع !
ولكن فيجعه غيابك أفقدتني التركيز على نفسي !
فعذراً يَ أبي , لم أقصد أن أبكي بصوت مرتفع ,
لم أكن أقصد أن أعُذبك وَ أنت في قبرك ,
لآن نحيب الحي على الميت عذابً له !



في كل مره أتحدث إليك في داخلي تنتابني أحاسيس تفقدني السيطره على نفسي !
بعثره , شوق , فقد , بكاء , نحيب , صراخ , ضيآع !
مشاعري وأحاسيسي الفوضويه التي لم أستطيع ترتيبها
وها أنا سأبدأ بالحديث عنها كقصه سأرويها لـ نفسي كل عام في مثل هذا اليوم !
هو نفسه الذي كنتُ أضع رأسي فوق صدرك !
وأضع يدي على رأسك لأقوم بتمتمات بسيطه من المعُوذات وبعض من القرآن علها سبيلاً لـ شفاءك : (
كانت أخر مره أقُبل فيها لحيتك و أرى عينيك !


بسم الله الرحمن الرحيم ,



في يوم الأثنين كآنت أخر زياره قمت بها لك !
كأنت أخر مره أنظر فيها إليك , إلى جسدك المتورم , والأجهزه المتصله في كل جزء منه !
وكنت أهمس لك أيضاً ببعض الأيات القرأنيه وكنت تصحح لي ماأخطأت فيه !
صوت دقات قلبك تعلو المكان , تنخفض تارة وترتفع تآره أخرى !
تجُبرني على السكوت !

وكنت ترى جهاز الضغط وتبتسم حين يكون المؤشر متوسطاً !

فتتحدث ( شفتو أنيي بخير ليه هالبكي كله ) !
كنت تتحدث كثيراً وتوصيني كثيراً ذلك اليوم ,
وكنت أستغرب حرصك على أن أنصت لك بشده وأن أستمع لما تقوله جيداً

وكنت تمسك يدي وتضغط عليها في كل مره توصيني فيها !
لم أكنُ أعلم أنك كنتُ تشعر بقُرب أجلك !!



حينما أعلنو أنتهاؤ وقت الزياره ,
أطلت ألنظر إليك كثيراً ,
كنُت أرى في عيناك ألألم وأبتسامه الخوف ودموع لم أرها مسبقاً فيك !
ويديك ترتعش كثيراً ! وكأنك تهمس وتقول لآتدعوني وحدي !
حتى أنك هممت وقلتها !

( تعالو بكرا لاتطولون علي أبيكم ماأبي أجلس لحالي ) !


لم تكن لوحدك طول الأيام الماضيه ,
ولكنك كنُت خائفاً ولم تُد تركز , وكأنك كنت تترقب شيء مايحدث ولاتريد أن تكون وحدك !



يَ إلهي / قبلُت قدمك ثم قبلتها مرة أخرى وقبلتها ثالثه ’ وبكيت فجاءه !
أيعقل أنني كنُت أعلم أنها أخر مره أراك فيها !
وأك ستفارقنا وسترحل , وأنها سكرات الموت قد حانت !


أستودعتك الله الذي لاتضيع ودائعه !
أستودعتك الله الذي لاتضيع ودائعه !
أستودعتك الله الذي لاتضيع ودائعه !

كررتُها ثلاثاً وخرجت ! في اليوم الذي يليه أدخلوك العنايه المركزه ومنعوا عنك الزياره , وأعلنو الحاله الحرجه !
وفي نفس هذا اليوم وعند الخامسه والخمس وخمسون دقيقعه صباحاً !
كان صباحاً كئيباً مليئاً بالحيرة والترقب و الخوف والبكاء !
لمَ أنم ذلك اليوم جيداً كنتُ اتقلب كثيراً ,
كآن قلبي يعتصر ألماً !
طرقات على الباب سريعه ومربكه و تمتمات بصوتً باكٍ , لم يمت , لكنه في سكرات الموت !( وأدعو له )



هذا ماخبروني به !

فعلمت أن دقات قلبك قد أعلنت التوقف و التخلي عنك !
هدوء وسكوت غمرني فجأه حينما أعلنوا الخبر !


أي قوة تلك التي غمرتني !
لم أبك ولم أتحدث مطلقاً ف أنا أريد أن التقط انفاسي لأستجمعها مره أخرى !

فأنا أنتظر خبراً جديد ولا أدري هل سأبكي فرحاً وفرجاً , أم حزناً وغماً !
بدأ ذكر الله يعلو المكان وبدأ البكاء يشتد ,

وبدأت دقات قلبي بالبكاء والخوف , فكنُت أراهم وأقوم بتوبيخهم لبكائهم والصبر والدعاء له !

لم أكن أعلم أنه فارق الحياة وان هذا سبب بكائهم ! إلا حينما صعقت بالخبر , كان خبراً مفجعاً و لأول مرة أتلقى خبر وفاة !

صعقت بموت أقرب شخص !

حقاً أيامنا بدونك مليئه بحزن قاتل , بكئابه تطغى على المكان !
كل ماأتمناه أن يرزقني الله صبراً كثيراً , وأن أراك في أحلامي كثيراً ,
وأن يرزقك الجنات التي تجري من تحتها الأنهار خالداً مخلدً فيها !
فمكانك هناك أجمل بكثير من هنا ,
لكنك بالتأكيد تعلم أن الفقد موجع وبدأت أتآكل من شدة الوجع فصبراً بي أرجوك !


ف لم أعتد على غيابك بعد !
أعتدت على بكاء من حولي
أعتدت على حُزني
أعتدت على الكتمان الذي اوجعني !
اعتدت على انهيارات امي المتتاليه واخوتي واقاربي وأحبابك !
ولم يحن وقت اعتيادي على غيابك
نبضات قلبي اليوم ليست كما هي !
فقد توجعت وتألمت وزادت سرعتها على غير العاده !
أطالت أنتضارها لك علها تلمحك !
علها ترجي خبراً منك !
لكن لم يكن هناك أخبار جديده عنك سوا احلام تضهر لي فيها بين الفينه والاخرى كي تخبرني ب أنك بخير وبصحه وسعادة!
أحلام فقط هذا كل ماأرجوه فقط لـ أشاهدك !
كل ليله أمُني نفسي ب أحلام علي اجدك فيها !
لاني لا استطيع أن اجدك في واقعي المر الذي اخذك مني !
أريد نزع قلبي حقاً من جسدي ليتوسطكم كي تنظرو ماذا حل به جراء هذا الفقد ,
فقد كان مصدر لعافيتي وفرحتي وسعادتي وقد ذهب بذهابه !


بغير الله من حال ل حال !
ربي لاتفجني بـ قلوب أدمنتها وادمنت قربها !
فـ قلبي ارق من أن يحتمل فجيعه أخرى !


الله يرحمك يَ رب !